السبت، 19 يناير 2013

الجزائر:انزعاج غربي.. وطوكيو تستدعي السفير وتحتج.. وباريس تفتح تحقيقا.. وصحف تنتقد . استمرار ازمة الرهائن.. والخاطفون يعرضون مبادلة الامريكيين بعمر عبد الرحمن وعافية صديقي وواشنطن ترفض


  تواصلت الجمعة العملية التي شنها الجيش الجزائري مساء الخميس على موقع لانتاج الغاز في جنوب شرق البلاد لتحرير رهائن جزائريين واجانب اختطفتهم مجموعة اسلامية مسلحة، في هجوم عسكري اثار انزعاجا غربيا لا سيما وان مصير 30 رهينة اجانب على الاقل ما زال مجهولا.
واستدعت اليابان سفير الجزائر في طوكيو للاحتجاج على تدخل الجيش الجزائري من أجل تحرير رهائن بينهم يابانيون في قضية دفعت رئيس الوزراء شينزو آبي إلى قطع جولة آسيوية والعودة الى طوكيو.
وأبلغ رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه في اتصال هاتفي من بانكوك بنظيره الجزائري عبد المالك سلال احتجاجه على هجوم الجيش الجزائري والمطالبة بوقفه فورا.
واكد آبي 'قلت بحزم ان اليابان تأمل في ان تعطى الاولوية لحياة الناس من اجل تسوية الوضع'.
واعلن مصدر قضائي الجمعة ان القضاء الفرنسي فتح تحقيقا في قضية 'خطف ادى الى الموت' حول عملية احتجاز رهائن من قبل جماعة اسلامية طالت 41 اجنبيا ومئات العمال الجزائريين في موقع للغاز في الجزائر.
وانتقدت الصحف الجزائرية الصادرة الجمعة تعامل السلطة مع ازمة الرهائن التي اثبتت ان 'القضاء على الارهاب' فشل، واعتبرت ان السياسة الخارجية لم تكن واضحة بخصوص التدخل العسكري في مالي.
ووجه وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا الجمعة في لندن تحذيرا الى الاسلاميين الذين هاجموا منشأة ان اميناس للغاز في الجزائر في الصحراء الجزائرية، مؤكدا ان 'الارهابيين لن يجدوا مكانا آمنا'.
وقال بانيتا الذي يزور لندن في اطار جولة اوروبية ان 'الذين يهاجمون بلدنا وشعبنا بلا سبب لن يجدوا اي مكان للاختباء فيه'.
واضاف 'على الارهابيين ان يعرفوا انهم لن يجدوا اي مكان آمن، اي ملجأ، لا في الجزائر ولا في شمال افريقيا ولا في اي مكان آخر'.
واعلنت المجموعة الاسلامية التي تحتجز رهائن اجانب في الجزائر الجمعة انها تعرض التفاوض مع فرنسا والجزائر لوقف الحرب في شمالي مالي وتريد مبادلة الرهائن الامريكيين لديها بالشيخ المصري عمر عبد الرحمن والباكستانية عافية صديقي المعتقلين في الولايات المتحدة.
وقالت وكالة نواكشوط للانباء ان زعيم الخاطفين مختار بلمختار 'طالب الفرنسيين والجزائريين بالتفاوض من اجل وقف الحرب التي تشنها فرنسا على ازواد واعلن عن استعداده لمبادلة الرهائن الامريكيين المحتجزين لديه' بالشيخ عبد الرحمن وصديقي.
جاء ذلك فيما اعلنت الولايات المتحدة الجمعة انها ترفض ابرام اي صفقة تبادل مع 'ارهابيين'، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ان 'الولايات المتحدة لا تتفاوض مع ارهابيين'، وذلك ردا على سؤال عن موقف واشنطن من عرض مبادلة الرهائن المحتجزين في الجزائر بالشيخ المصري عمر عبد الرحمن والباكستانية عافية صديقي المعتقلين في الولايات المتحدة.
من جهة اخرى دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الجمعة الجزائر الى توخي 'اقصى درجات الحيطة' للحفاظ على حياة الرهائن الذين تحتجزهم مجموعة اسلامية مسلحة في جنوب شرق الجزائر، وقدمت تعازيها لعائلات الضحايا الذين سقطوا في هذا الهجوم.
وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي انها تحدثت عبر الهاتف مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال و'اكدت له مجددا ضرورة توخي اقصى درجات الحيطة من اجل الحفاظ على حياة الابرياء'.
ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن مصدر امني قوله الجمعة ان 12 رهينة قتلوا منذ ان بدأ الجيش الجزائري عملية ضد مسلحين يحتجزون رهائن في موقع لانتاج الغاز في الجزائر.
واضاف المصدر انه اضافة الى الارهابيين الـ18 الذين قتلوا، فقد قتل كذلك 12 عاملا جزائريا واجنبيا. ولم يكشف المصدر عن مزيد من التفاصيل عن جنسيات او عدد القتلى الاجانب.
ونقلت وكالة انباء موريتانية خاصة مساء الجمعة عن مصادر في المجموعة الاسلامية التي شنت الاربعاء هجوما على موقع لانتاج الغاز في جنوب الجزائر احتجزت خلاله رهائن جزائريين وغربيين ان هذه المجموعة لا تزال تحتجز 'سبع رهائن غربيين'.
وقالت وكالة نواكشوط للانباء ان 'الخاطفين بقيادة عبد الرحمن النيجري ما زالوا يحتجزون سبع رهائن غربيين (...) وقد قاموا صباح اليوم بتفجير جزء من المصنع، لإبعاد القوات الجزائرية عنهم'.
واوضحت الوكالة نقلا عن مصادر في كتيبة 'الموقعون بالدماء' التي نفذت عملية الخطف ان المجموعة التي نفذت عملية احتجاز الرهائن ضمت حوالى اربعين مهاجما يقودهم عبد الرحمن النيجري 'المكنى أبو دجانة'، مؤكدة انهم دخلوا الى الجزائر من النيجر.
وبعد ظهر الجمعة نقلت وكالة الانباء الجزائرية عن مصدر امني ان الجيش حرر 'ما يقارب 100 رهينة اجنبية' من اصل 132 اجنبيا احتجزتهم مجموعة اسلامية مسلحة رهائن في موقع ان امناس لانتاج الغاز في جنوب شرق البلاد.
وكانت الوكالة نفسها نقلت في وقت سابق عن مصدر امني ان الجيش حرر قرابة 650 رهينة منهم 573 جزائريا و'اكثر من نصف عدد الاجانب البالغ 132' الذين كانت تحتجزهم مجموعة اسلامية مسلحة في موقع لانتاج الغاز بالصحراء الجزائرية.
واضاف المصدر ان 'القوات الخاصة تحاول ايجاد مخرج سلمي قبل القضاء على المجموعة التي تحصنت في مصفاة الغاز وتحرير الرهائن الذين تحتجزهم'، مشيرا الى ان 'بعض العمال الاجانب اختبأوا في في اماكن مختلفة من الموقع'.
وبث التلفزيون الجزائري شهادات لرهائن فروا من خاطفيهم اكدوا فيها انهم عاشوا 'ظروفا صعبة'.
واكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة ان الجيش الجزائري 'ما زال يطارد الارهابيين ويبحث عن رهائن على الارجح'، موضحا انه تحادث في وقت سابق من اليوم مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال.
واعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت الجمعة مقتل 'عدة رهائن' كانوا محتجزين في موقع لانتاج الغاز في الجزائر موضحا انه لم يعرف 'عددهم' و'جنسياتهم' في الوقت الحاضر.
الى ذلك ألقت القوات الجزائرية القبض على أحد المسلحين الإسلاميين المحتجزين للرهائن الأوروبيين في واحة 'إن أميناس' شرق الجزائر.
وقالت صحيفة 'الوطن' الجزائرية إن الرجل قال أثناء 'تحقيق مشدد معه' إن مجموعته المسلحة تتكون من 32 مقاتلا من ألوية 'الموقعين بالدم'.
وذكرت الصحيفة أن المسلح قال إن القوة يقودها مختار بلمختار الذي تم تنصيبه من قبل أعضاء تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي 'أميرا' عليهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق