الأحد، 8 يوليو 2012

الحساسية- الأرجية Allergies





تعريف:
تحدث الحساسية بسبب رد فعل الجهاز المناعي في الجسم تجاه المواد المحسسة مثل غبار الطلع، سم النحل، او وسوف (أو وبر) الحيوانات الاليفة
ينتج الجهاز المناعي في الجسم بروتينات تعرف باسم الغلوبيولينات المناعية ( IgE) وتعرف بالأجسام المضادة التحسسية، تقوم هذه البروتينات بحماية الجسم من أي دخيل غير مرغوب به قد يسبب الالتهاب او اصابة العضوية بالمرض.
اذا كنت قابلاً للاصابة بالتحسس، يقوم جهازك المناعي بإنتاج أجسام مضادة ، تتعرف على العامل المحسس وتهاجمه باعتباره عاملاً مؤذياً ، حتى ولم يكن العامل المحسس مؤذياً في الحقيقة .وتسبب هذه العملية إطلاق الهستامين و المواد الأخرى التي تؤدي إلى ظهور أعراض التحسس.
تشمل الأعراض التي قد تسببها الحساسية كلاً من الجلد، الجيوب الأنفية ، الطرق التنفسية أو السبيل الهضمي
وتتفاوت شدة الحساسية بين شخص و آخر من تهيّج طفبف إلى التأق (Anaphylaxis)، وهي حالة اسعافية مهددة للحياة ، ولا يوجد علاج شاف للحساسية، لكن يستطيع المريض أخذ علاجات معينة تساعد على التخفيف من الأعراض.
 
الأعراض:
يتعلق مكان ظهور أعراض الحساسية بالعامل المحسس لكل مريض، وقد تتضمن الطرق التنفسية، الجيوب الأنفية، والمجرى الأنفي، الجلد أو الجهاز الهضمي ومعظم حالات التحسس تكون على شكل تهيّج خفيف لكن ذلك لا ينفي كونها مزعجة للمريض.
قد يكون رد الفعل التحسسي الشديد أكثر خطورة لأنها غالباً ما تشمل معظم أعضاء الجسم و أجهزته وقد يكون في بعض الحالات الشديدة مهدداً للحياة كما يصل الى الصدمة التآقية .
 
حمّى العلف (Hay fever): وتسمى أيضاً بالتهاب الأنف التحسسي وقد يسبب:
  • احتقاناً في الأنف
  • حكة وسيلان في الأنف
  • تورّم في العينين و حكة ( التهاب ملتحمة تحسسي)
 
التهاب الجلد التحسسي ( الأكزيما) : وهو تفاعل تحسسي في الجلد قد يسبب
  • حكة في الجلد
  • احمرار الجلد
  • تعشر او توسّف الجلد
 
الحساسية الغذائية (للأطعمة): وقد تسبب:
  • احساس لاذع، ناخر Tingling mouth ، تنميل في الفم
  • وذمة في الشفتين ، اللسان، الوجه أو الحنجرة
  • اندفاعات شروية Hives
  • التآق
 
الحساسية الناتجة عن لسع الحشرات (An insect sting allergy): وهو قد يسبب:
  • تورم (وذمة) في مكان اللسع
  • حطة واندفاعات شروية  (Itching or hives) في كل أنحاء الجسم
  • سعال، ضيق في الصدر، وزيز أو زلّة تنفسيّة
  • التآق (Anaphylaxis)
 
التحسس الدوائي: وقد يسبب
  • اندفاعات شرويّة
  • طفوح
  • وذمة في الوجه
  • وزيز
  • التآق
 
الصدمة التآقيّة (Anaphylaxis ): بعض أنواع الحساسية مثل الحساسية للأطعمة أو لسعات الحشرات تملك القدرة على إثارة رد فعل شديد يسمى بالتآق- وهو حالة اسعافية مهددة للحياة- يصيب التآق معظم أعضاء الجسم وأجهزته الحيوية وقد يؤدي إلى الصدمة (shock)
تتضمن أعراض التآق مايلي:
  • فقدان الوعي (Loss of consciousness)
  • خفّة في الرأس (Lightheadedness)
  • زلة تنفسية شديدة
  • نبض ضعيف ومتسرّع
  • طفح جلدي (Skin rash)
  • غثيان وإقياء
  • وذمة الطرق التنفسيّة (Swelling airways) والتي تعيق التنفس
 
متى تذهب لزيارة الطبيب:
توجّه لزيارة الطبيب إذا كنت تعاني من أعراض تشك بأنّ سببها هو الحساسية خاصة إذا لاحظت في محيطك وجود عوامل قد تثير لديك التفاعل التحسسي
إذا ظهرت لديك أعراض بعد البدء بتناول علاج جديد ، اتصل حالاً بالطبيب الذي وصفه لك.
فيما يخص التفاعل التحسسي الشديد ( التآق):
اتصل بالإسعاف وخذ على الفور حقنة من الإيبي نفرين (epinephrine ) إذا كانت متوفرة ، وحتى ولو تحسنت الأعراض بعد الحقنة فإن الذهاب إلى مركز الإسعاف يبقى ضرورياً للتأكد من عدم عودة الأعراض عند زوال تأثير الحقنة.
إذا تعرضت مسبقاً لهجمات تحسسية شديدة أو أية أعراض تآقية فمن الأفضل أن تأخذ موعداً لزيارة الطبيب.
ويعد تقييم وتشخيص و علاج التآق طويل الأمد أمراً معقداً، لذلك من الأفضل ، استشارة طبيب مختص في المناعة و الأعراض التحسسية لهذا الغرض.
الأسباب:
يحدث التحسس عندما يخطئ الجهاز المناعي في الجسم، ويبدي رد فعل تجاه عامل غير مؤذي باعتباره جسماً مهاجماً مؤذياً للجسم، ويقوم عندها بإنتاج الأضداد المناعية التي تبقى على أهبّة الاستعداد إذا ما تعرضت للعامل المحسس الخاص بك مرة أخرى .
إذا تعرضت للعامل المحسس مستقبلاً فإن هذه الأضداد تقوم بإفراز مواد كيماوية مناعية معينة مثل الهستامين، والتي تؤدي إلى ظهور أعراض التحسس
ومن أشيع العوامل المحسسة:
-          المحسسات المنقولة بالهواء: مثل غبار الطلع، وُسُوفُ الحيوانات ، عث الغبار والعفن
-          أطعمة معينة: خاصة الفول السوداني ، القمح، الصويا، السمك، البيض والحليب
-          لسع الحشرات : مثل لسع النحل والدبور
-          الأدوية: خاصة البنسلين أو الصادات الحيوية الحاوية على حلقة البيتا لاكتام
-          اللاتكس( مواد بلاستيكية) والمواد الأخرى والتي قد تسبب تفاعلاً تحسسياً عند التماس بها
عوامل الخطورة: يزداد خطر الإصابة إذا :
-          كان لديك تاريخ مرضي عائلي للإصابة بالربو أو التحسس: مثل حمّى العلف( التهاب الأنف التحسسي) ، الشري أو الأكزيما
-          الأطفال: على الرغم من أن التحسس قد يتطور في أي فئة عمرية ، إلاّ أن الأطفال أكثر تعرضاً للإصابة من البالغين وهم أكثر تعرضاً لتطوير حساسية اتجاه عوامل معينة تستمر إلى ما بعد البلوغ.
من الشائع أن تغيب مظاهر الإصابة التحسسية لفترة معينة (هجوع) ثم تعود للظهور مرة أخرى في المستقبل.
-          المصابون بالربو أو أية حالة تحسسية أخرى: يزداد احتمال الإصابة بالتحسس لدى المصابين بالربو كما أن إصابتك بالحساسية مسبقا لمادة معينة تزيد احتمال تحسس اتجاه مواد أخرى
 
الاختلاطات:
  1. الصدمة التأقية: وذلك في حالات التحسس الشديد وغالباً ما تحدث بعد التحسس الغذائي أو التحسس بسبب لسع الحشرات.
  2.  التحسسات الأخرى: التحسس تجاه مادة معينة تزيد احتمال تطور تحسس اتجاه مادة أخرى
  3. الربو: التحسس اتجاه مواد معينة يزيد احتمال إصابة المريض بالربو ، وهو رد فعل مناعي يصيب الطرق التنفسية ويؤثر على التنفس ، وغالباً ما تحدث هجمة الربو بسبب التعرض لمادة محسسة في البيئة المحيطة.
  4. التهاب الجلد التحسسي ( الأكزيما) ، التهاب الجيوب الأنفية ، و إنتانات الأذن والرئة: يزداد خطر الإصابة بها إذا كان المريض مصاباً بحمى العلف ، أو التحسس اتجاه الحيوانات أو العفن. و الأستروجيللوز القصبي الرئوي التحسسي على الترتيب وهي حالات قد تصيب المرض الذين يعانون من تحسس اتجاه العفن .
 
التحضير لزيارة الطبيب:
يقوم الطبيب بإجراء فحص فيزيائي يتضمن فحص الجيوب الأنفية ، العينين، الأذنين والبلعوم، حضّر نفسك للإجابة عن الأسئلة التي قد يسألها الطبيب عن الأعراض التي تعاني منها وعن تاريخ العائلة المرضي والتي تتضمن:
-          ما هي الأعراض التي تعاني منها؟
-          متى بدأت الأعراض؟
-          ما العوامل -إن وجدت- التي تسهم في تخفيف أو زيادة الأعراض؟
-          هل تعاني من أعراض تنفسية أو أعراض مرتبطة بالتهاب الجيوب الأنفية؟
-          هل أصبت مؤخراً بزكام أو أية انتانات تنفسية أخرى؟
-          هل تعاني من الربو أو أية أمراض تحسسية أخرى؟
-          هل تدخن، وهل تتعرض للتدخين السلبي أو الملوثات الأخرى للهواء؟
-          ما العلاجات الدوائية التي تتناولها ، متضمنة العقاقير العشبية و الفيتامينات؟
-          هل تعاني من أية أعراض أخرى؟
أما الأسئلة التي تود طرحها للطبيب:
-          ما السبب الأكثر احتمالاً لظهور الأعراض التي أعاني منها؟
-          ما هي الاختبارات والفحوصات التي احتاج لإجرائها
-          ما هي الخطة العلاجية المفضلة؟
-          ما هي الأسباب الأخرى المحتملة لحدوث هذه الأعراض؟
-          هل هناك أية محاذير عليّ أن أتجنبها؟
-          هل احتاج لزيارة الطبيب الأخصائي – وكم سيكلفني ذلك؟
-          هل هناك علاج بديل عن العلاج الذي تقترحه؟
لا تتردد بسؤال الطبيب عن أية استفسار آخر يدور في خاطرك.
الفحوصات والتشخيص:
يحتاج الطبيب أن يسأل بعض الأسئلة ليضع التقييم المثالي لحالتك التحسسية:
-          أسئلة مفصّلة عن الأعراض و العلامات التي تعاني منها
-          إجراء فحص فيزيائي كامل
-          قد يتطلب منك أن تكتب قائمة مفصلة بالأغذية والأطعمة التي تتناولها ليحدد العامل المحسس
-          قد يطلب أن تتوقف عن تناول نوع معين من الأطعمة ثمّ يعود ليطلب منك أن            في نظامك الغذائي     الأسباب وردود الفعل
أما الفحوصات فتتضمن:
-          الفحص الجلدي/ الاختبار الجلدي :
يتم في هذا الاختبار وخز الجلد وتعريضه لكميات صغيرة من البروتينات الموجودة في العامل المحسس المحتمل، ّإذا كنت فعلاً تعاني من تحسس تجاه هذا العامل يحث اندفاع شروي في الجلد مكان التعرض .
-          الفحوصات الدموية بتقنية امتصاص الإشعاع المؤرج (RAST):
حيث يعطي فكرة عن رد الفعل المناعي الذي يبديه الجسم اتجاه محسس معين وذلك بقياس مستوى الأضداد المناعية المسببة للتفاعل التحسسي و التي تسمى بال IgE ( الغلوبيولين المناعي IgE)
إذا شكّ الطبيب بأية أسباب أخرى لحالتك فقد تحتاج لاختبارات أخرى لمعرفة المسبب
العلاجات و الأدوية:
-          تجنب العوامل المحسسة: بالاستعانة بالطبيب لتحديد العامل المحسس وتجنب التعرض له أو هي الخطوة العلاجية الأهم للوقاية من ردود الفعل التحسسية وللإقلال من الأعراض المزعجة التي ترافقها.
-          علاجات لتخفيف الأعراض: الأدوية المضادة للتحسس تساعد على الإقلال من رد الفعل التحسسي الذي يبديه الجهاز المناعي وتسهم في تخفيف الأعراض الناتجة.
يعتمد نوع العلاج المستخدم على نوع التحسس الذي تعاني منه وتتضمن بعضها الأدوية التي تؤخذ دون وصفة طبية على شكل أدوية فموية، أو رذاذت أنفية أو قطرات عينية. ومن هذه العلاجات الستيروئيدات القشرية ، مضادات الهستامين ، مضادات الإحتقان، الصوديوم كرومولين و المركبات اللوكوترين المعدلة للمناعة.
-          المعالجة المناعية : وذلك لحالات التحسسات الشديدة أو التحسسات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى وتتضمن حقناً ضد التحسس(Immunotherapy) ، وهي سلسلة من الحقن التي تحوي مستخلصات نقية من المواد المحسسة، تعطي للمريض خلال فترة علاجية تستمر عدّة سنوات.
-          الأدرينالين اسعافياً: في الحالات الشديدة من التحسس ، يوصي الطبيب مريضه بحمل حقنة أدرينالين احتياطية في الحقيبة في كل الأوقات ، ليتمكن المريض من أخذها إذا تعرضت لتفتعل تحسسي شديد وهي تخفف الأعراض ريثما يصل المريض إلى مركز الإسعاف حيث يعطى العلاج المناسب.
نمط الحياة والوصفات المنزلية:
تتعرض بعض الأعراض التحسسية بالعلاجات المنزلية مثل :
-          احتقان الجيوب الأنفية وحمّى العلف: تتحسن غالباً بإجراء غسيل للمجرى الأنفي بواسطة محلول ملحي ويستخدم لذلك (neti pot) وعاء neti أو بواسطة محقن خاص بهدف تسليك المجرى الأنفي وإخراج المخاط اللزج المحتبس والمخرشات الأخرى للمخاطية الأنفية.
-          أعراض لسع الحشرات: تتحسن بتطبيق معجون تركيبي مكون من بيكربونات الصوديوم والماء ، والألوفيرا (aloe vera) أو الكالن ديولا (calendula ) مكان لسع الحشرة.
-          التحسسات المنزلية المنقولة بالهواء: كالتحسس اتجاه العث أو وسوف الحيوانات، قد تتحسن الأعراض باتخاذ الخطوات اللازمة لتقليل التعرض للعوامل المحسسة وتتضمن هذه الخطوات :
الغسل المتكرر لفرشات الأسرّة واللعب المحشوة بالماء الساخن ، خفض رطوبة هواء المنزل ، استخدام مكانس الكهرباء الحاوية على فلاتر فعّالة (high-efficiency particulate air (HEPA) filter) واستبدال السجاد و الموكيت في المنزل بالأرضيات الصلبة.
-          أعراض التحسس اتجاه العفن :تجنّب العمل في الجو الرطب، ارتداء قناع واقي من الغبار أثناء العمل خارج المنزل وإبقاء النوافذ مغلقة أثناء النوم ليلاً.
-          علاجات بديلة: لا توجد دراسات تثبت فعالية العلاجات البديلة في علاج التحسس لكن عددا من الناس يزعمون أن استخدام هذه العلاجات يخفف من شدة الأعراض
-          العقاقير العشبية والمتممات: مثل (butterbur), (cat's claw)، (choline), (goldenseal), (stinging nettle)، (belladonna), (bromelain).
 
علاجات بديلة:
-           الوخز بالإبر الصينية acupuncture  والعلاج بالتنويم المغناطيسي hypnosis
الوقاية:
تجنب العوامل المحسسة: حتى لو كنت تتناول العلاجات المضادة للأعراض التحسسية وتتضمن المحسسات الشائعة كالعوامل المنقولة بالهواء خارج المنزل, وفي المنزل و العمل , إضافة إلى بعض الأطعمة والحشرات والأدوية
قد تثار الحساسية أحياناً أو قد تزيدها سوءا التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة جداً أو المنخفضة جداً أو الشدة العاطفية.
كتابة يوميات المريض: لمحاولة معرفة العامل الذي يسبب أو يزيد الأعراض التحسسية لدى المريض , سجل كل النشاطات اليومية مع ملاحظة بدء الأعراض التحسسية وتسجيل العوامل التي  تؤدي إلى تخفيف الحالة . يساعد ذلك الطبيب في إيجاد العامل المحسس وأفضل الخطوات للوقاية والعلاج .
حمل بطاقة تعريفية بالمرض وإسعافه:لكي يتسنى للآخرين إسعاف المريض ومساعدته إذا تعرض لهجمة تحسسية تمنعه من التواصل مع المسعف وشرح طبيعة حالته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق