الخميس، 1 نوفمبر 2012

ماذا تعرف عن التحرش الجنسي في الحرم المكي؟.بقلم / معمر عيساني



يسعد كثير من عباد الرحمن بزيارة بيته الحرام.. ولكم تـُـسَر الأعين، وتلذ القلوب بوطء أرضه الطاهرة.. تلك مكة المكرمة فهل لك منها ذكريات.. دعوة وخشوع وصلاة.. طواف وذِكر ومناجاة..؟ لكن البعض قد يقترن مشهد العبودية تلك لديه بحسرة أو ندامة، زلة أو أمر دُبّر بلآمَة.. ما رأيكم أن نتحدث اليوم عما خفي بين جنبات البيت العتيق.. ودنس قد لحق طهره.. وفتنة هجرناها فألفينا أخواتها بين "الصفا" و"المروة"..؟
تريثت في طرح الموضوع لا لشيء إلا لقداسة ما سنخوض.. فأن تـُعلن في الملأ تحرشا جنسيا في باحة المسجد الحرام.. من عظائم الأمور، وأنفذها حساسية.. ولكنه أمر واقع، تدمى له القلوب.. وتحتار الألباب.. وتـُـستفز به الجوارح..
يتحدث حاج جزائري عائد من العمرة.. وهو من أصحاب اللحى والقمصان القصيرة.. ـ فهو سلفي كما يحلو للبعض تسمية هذه النسخة المُطوّرة من المتدينين ـ.. فيقول: إن الزحام أثناء الطواف بمكة أمر لا يطاق، يجعل أجساد الحجاج متلاصقة ككتلة واحدة.. وفي هذا الالتحام يختلط الرجال بالنساء.. وهنا مصيبة المصائب..
فكما يقول هذا الحاج: من المفترض أنها عمرة، واكتظاظ الناس في الاعتمار أقل منه في الحج إلا أنه رأى منكرا وحرمات تستباح في بيت الله الحرام.. فرغم وجود فسحة من المكان للطواف يلتصق بعض الرجال عمدا بالنساء اللاتي يطفن، هاتكين العرف والحياء..
ويواصل الحاج شهادته ليبدي حيرته من النساء القادمات من دول البلقان.. جاعلا منهن فتنة قد تضع الحج أو العمرة في مهب الريح.. فتنة عمياء، وجمال ساحر يزيده طيشا، حجابهن الأسود على بشرتهن البيضاء المشرقة.. هذا حسب رواية الحاج الجزائري العائد من عمرة رمضان 2011م.
جهات أخرى.. تعلن الخشية من مؤامرات الشيعة التي تفرز عددا من المحظورات الشرعية في الحج والعمرة.. وكالات سياحية إيرانية تتعمد إرسال فتيات جميلات جمالا يفتن الألباب ، يزاحمن الرجال في الطواف، ويتقصدن الوقوف فجأة أثناء الهرولة ليرتطم بهن الرجال.. وهن يرتدين عباءات ضيقة وشبه شفافة..؟
وفي أكثر من شهادة، يؤكد الوافدون لمكة على مشكلة السعوديين المؤطرين للحج.. بأن رجالا منهم لا يجدون حرجا في تتبع عورات زوجات الحجاج وبناتهم.. ما يجعلهم عديمي الثقة.. على ما هم عليه من شهوة طاغية، ووقاحة بادية؟؟
هذا الواقع العفن لم يكن ظاهرا على السطح بمثل هذا الحجم من قبل.. لكن ازدياد أعداد الحجاج، وتغير الذهنيات، وتعشش الفساد في مرضى القلوب، جعل في إحرام الرجال بإزار غير "مخيط" وترك سائر الملابس الأخرى، وإسفار النساء عن وجوههن، في اختلاط كبير داخل مساحة محدودة، فرصة للتحرش الجنسي من الطرفين في أشرف بقاع الدنيا؟
وقد يسأل أحدكم عن الحل؟ وهو راجع لمُسيّري بعثات الحج، وحماية منتسبيها مما قد يطالهم من تحرش، ولا ننسى دور المملكة السعودية في تحجيم عمل الوكالات الإيرانية التي تخطط لزعزعة فريضة الحج بأكثر من حيلة، كما نؤكد على ضرورة استحضار عظمة المكان، وقداسة الموقف، ما يبعد الوساوس وينهي الفتن، وإن ظهرت..
وفي الأخير ندعو الله أن يرزقنا زيارة لبيته الحرام، وأن يجنبنا سوء المعاصي وشر المنكرات، ويلهمنا التقوى في كل حين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق