عقب خطة
التحوير الذي دسه أعداء الإسلام في عبارة : (الدين لله) واستغلال هذا
التحوير لتسلل القوانين الوضعية ؛ واحتلالها معظم أجهزة الحكم والإدارة في
البلاد الإسلامية ، ومعظم مجالات الحياة فيها ، وفي مرحلة من مراحل الغزو
المباشر على الشريعة الإسلامية ، اتجهت السلطات الاستعمارية إلى تغيير
أحكام الأحوال الشخصية الإسلامية في بلاد المسلمين ، وإحلال قوانين مدنية
غير إسلامية محلها ، واتخذت لذلك وسائل مختلفة شتى .
ومن أمثلة ذلك ما فعلته السلطة الاستعمارية الفرنسية التي كانت تحكم سورية أيام الانتداب ، إذ أصدرت قراراً بقانون يتعلق بالأحوال الشخصية ، ليطق على الرعايا السوريين جميعاً مسلمين وغير مسلمين ، واشتهر هذا القانون في حينه باسم قانون الطوائف .
وقد تضمن هذا القانون أحكاماً تناقض أحكام الشريعة الإسلامية ، فيما يتعلق بالأحوال الشخصية ، إذ يسمح بموجب أحكام هذا القانون لأي رجل من أية طائفة أن يتزوج بأية امرأة ، دون أن يستطيع أولياء المرأة الاعتراض على هذا الزواج بمخالفته أحكام الشريعة الإسلامية ، إلى غير ذلك من مواد تقنينية مسايرة للقوانين المطبقة في فرنسا .
وضج علماء المسلمين من هذا القانون ، وتحركت الجماهير المسلمة بقيادة علمائها ثائرة عليه ، مستنكرة له ، تطالب بإلغائه فوراً ، وتنذر بقيام ثورة ، واضطرت السلطات المستعمرة إلى إلغائه قبل أن يوضع موضع التنفيذ ، وانطوت صفحة من صفحات كفاح المسلمين .
وللتاريخ أذكر أن الذي أثار الحركة وقادها في حينها والدي سماحة الشيخ حسن حبنكة الميداني ، وقد أيدته الجماهير المسلمة ، وكتب الله له النصر في المعركة وتم إلغاء قانون الطوائف .
ولكن الدوائر الاستعمارية عملت ما هو أدهى وأمرّ من فرض أنظمتها وقوانينها بقرارات تصدرها هي ، فقد قامت بتربية جيل حديث داخل صفوف المسلمين ، متحلل من الإسلام ، غير عابئٍ بأحكامه وشرائعه ، يعمل على وضع قوانين وأنظمة للبلاد الإسلامية أفحش من قانون الطوائف الذي ثار عليه المسلمون من قبل ، ويأتي إلى أسس الدين الإسلامي وأصوله ، فيقتلعها من جذورها ، ويضطهد علماء المسلمين ، الذين كافحوا الاستعمار بالأمس ، وقاوموه أشد المقاومة ، وأججوا عليه نار الثورات التي نغصت عليه مقامه في البلاد .
وهكذا نفذ أعداء الإسلام ما يريدونه في المسلمين ، دون أن يباشروا بأيديهم لهيب النار ، أو يمسوا جمراتها ، واتخذوا لذلك الوسائل الهادئة ، والخطوط الطويلة الأمد ، التي تحقق أغراضهم بعد حين ، بينما تكون ضحاياهم غافلة عما يمكرون ، مشغولة في دوامة المظاهر الغوغائية الخادعة ، التي لا تلبث أن تجد نفسها في الفخ الذي نصبه العدو ، لينطبق على فريسته في اليوم المقدر له . إنه لون عجيب من ألوان الكيد الذي يدبره أعداء الإسلام على اختلاف اتجاهاتهم ، وتعدد بلدانهم ، وينفذونه في صفوف المسلمين تنفيذاً بارعاً ، ! لا تنكشف فيه يد المجرم الحقيقي .
أما الذين يباشرون الجريمة فما هم في نظر العدو إلا أدوات ، إن سلمت فربما سر العدو سلامتها ليتابع استخدامها مرة أخرى ، وإن لم تسلم لم يحزن لهلاكها ، ومثلها في نظره كمثل القنبلة الموقوتة ، يضعها واضعها لتنفجر في وقت معلوم ، فتخرب من أهداف العدو على مقدار طاقتها ، وأول حساب العدو بالنسبة إليها هو أن يخسرها ليربح المعركة ، ويظفر بغايته .
على أن العدو ربما يعمل على الخلاص من هؤلاء الأدوات ، متى أصبحوا غير صالحين للاستعمال ، أو غدوا عبئاً متاعبه أكبر من منافعه ، وبهذه الخطة الماكرة يستغفل أعداء الإسلام ويكيدون القسمين معاً ، قسم الأدوات المستأجرين ، وقسم الضحايا الغافلين .
والمستأجرون من أدوات الخيانة قد لا يكلفون أعداء الإسلام إلا أن يقدموا لهم المطامع والوعود ، أو أدنى الأجور النقدية ، أو بعض الشهوات المبذولة لكل روادها ، وكذلك يفعلون .
ومن أمثلة ذلك ما فعلته السلطة الاستعمارية الفرنسية التي كانت تحكم سورية أيام الانتداب ، إذ أصدرت قراراً بقانون يتعلق بالأحوال الشخصية ، ليطق على الرعايا السوريين جميعاً مسلمين وغير مسلمين ، واشتهر هذا القانون في حينه باسم قانون الطوائف .
وقد تضمن هذا القانون أحكاماً تناقض أحكام الشريعة الإسلامية ، فيما يتعلق بالأحوال الشخصية ، إذ يسمح بموجب أحكام هذا القانون لأي رجل من أية طائفة أن يتزوج بأية امرأة ، دون أن يستطيع أولياء المرأة الاعتراض على هذا الزواج بمخالفته أحكام الشريعة الإسلامية ، إلى غير ذلك من مواد تقنينية مسايرة للقوانين المطبقة في فرنسا .
وضج علماء المسلمين من هذا القانون ، وتحركت الجماهير المسلمة بقيادة علمائها ثائرة عليه ، مستنكرة له ، تطالب بإلغائه فوراً ، وتنذر بقيام ثورة ، واضطرت السلطات المستعمرة إلى إلغائه قبل أن يوضع موضع التنفيذ ، وانطوت صفحة من صفحات كفاح المسلمين .
وللتاريخ أذكر أن الذي أثار الحركة وقادها في حينها والدي سماحة الشيخ حسن حبنكة الميداني ، وقد أيدته الجماهير المسلمة ، وكتب الله له النصر في المعركة وتم إلغاء قانون الطوائف .
ولكن الدوائر الاستعمارية عملت ما هو أدهى وأمرّ من فرض أنظمتها وقوانينها بقرارات تصدرها هي ، فقد قامت بتربية جيل حديث داخل صفوف المسلمين ، متحلل من الإسلام ، غير عابئٍ بأحكامه وشرائعه ، يعمل على وضع قوانين وأنظمة للبلاد الإسلامية أفحش من قانون الطوائف الذي ثار عليه المسلمون من قبل ، ويأتي إلى أسس الدين الإسلامي وأصوله ، فيقتلعها من جذورها ، ويضطهد علماء المسلمين ، الذين كافحوا الاستعمار بالأمس ، وقاوموه أشد المقاومة ، وأججوا عليه نار الثورات التي نغصت عليه مقامه في البلاد .
وهكذا نفذ أعداء الإسلام ما يريدونه في المسلمين ، دون أن يباشروا بأيديهم لهيب النار ، أو يمسوا جمراتها ، واتخذوا لذلك الوسائل الهادئة ، والخطوط الطويلة الأمد ، التي تحقق أغراضهم بعد حين ، بينما تكون ضحاياهم غافلة عما يمكرون ، مشغولة في دوامة المظاهر الغوغائية الخادعة ، التي لا تلبث أن تجد نفسها في الفخ الذي نصبه العدو ، لينطبق على فريسته في اليوم المقدر له . إنه لون عجيب من ألوان الكيد الذي يدبره أعداء الإسلام على اختلاف اتجاهاتهم ، وتعدد بلدانهم ، وينفذونه في صفوف المسلمين تنفيذاً بارعاً ، ! لا تنكشف فيه يد المجرم الحقيقي .
أما الذين يباشرون الجريمة فما هم في نظر العدو إلا أدوات ، إن سلمت فربما سر العدو سلامتها ليتابع استخدامها مرة أخرى ، وإن لم تسلم لم يحزن لهلاكها ، ومثلها في نظره كمثل القنبلة الموقوتة ، يضعها واضعها لتنفجر في وقت معلوم ، فتخرب من أهداف العدو على مقدار طاقتها ، وأول حساب العدو بالنسبة إليها هو أن يخسرها ليربح المعركة ، ويظفر بغايته .
على أن العدو ربما يعمل على الخلاص من هؤلاء الأدوات ، متى أصبحوا غير صالحين للاستعمال ، أو غدوا عبئاً متاعبه أكبر من منافعه ، وبهذه الخطة الماكرة يستغفل أعداء الإسلام ويكيدون القسمين معاً ، قسم الأدوات المستأجرين ، وقسم الضحايا الغافلين .
والمستأجرون من أدوات الخيانة قد لا يكلفون أعداء الإسلام إلا أن يقدموا لهم المطامع والوعود ، أو أدنى الأجور النقدية ، أو بعض الشهوات المبذولة لكل روادها ، وكذلك يفعلون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق