الربيع العربى يواجه المصير المجهول
4 دول عربية تعثرت فى التحول لنموذج الديمقراطية بسبب حكومات انتقالية فشلت فى الإصلاح.. سوريا.. ثورة تأبى أن تكتمل.. ليبيا.. تحرير ناقص من قبضة رجال القذافى
فى مايو الماضى خرج علينا رئيس الوزراء الجزائرى والأمين العام للتجمع الوطنى الديمقراطى أحمد أويحيى، ووصف الربيع العربى بأنه «الطوفان على العرب» الذى احتل العراق ودمر ليبيا وقسم السودان وهو اليوم يكسر مصر، منتقدا من دعا إلى «ربيع عربى فى الجزائر» كما حدث فى تونس ومصر وليبيا، وقال بشكل صريح: «هذا ليس ربيعا عربيا بل طوفان على العرب والأمور تتضح كل يوم، وأشير إلى احتلال العراق وتدمير ليبيا وتقسيم السودان وتكسير مصر»، وبعدها خرج عدد من الكتاب الغربيين بكتابات متشائمة عن نتائج الربيع العربى، أو ما آلت إليه مجريات الأحداث بهذه الدول، ومن بين هؤلاء الكاتب الأمريكى توماس فريدمان الذى رأى أن ما يحدث اليوم بمنطقة الشرق الأوسط يشير إلى تعثر الربيع العربى، وضياع آمال المتفائلين بالانتقال نحو الديمقراطية والمستقبل الزاهر، وقال فى مقالة كتبها بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إنه فى بداية الثورات كانت التقارير تشير إلى دول الربيع العربى على أنها نموذج يسير نحو صنع الديمقراطية، إلا أن هذه النظرة المتفائلة بدأت تخف والتقارير الإيجابية أصبحت تحذّر من خطر ثورات مضادة تهدد بانهيار الربيع العربى، بعد أن فشلت الحكومات الانتقالية فى الخروج من أزماتها السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية. كل هذه التصريحات والكتابات المتشائمة حول الربيع العربى ومساره، تدعو إلى وقفة لتحديد إلى أين تسير دول الربيع، هل إلى المجهول أم إلى المستقبل الذى ينشده مواطنو هذه الدول؟
منذ اندلاع الثورة السورية على نظام الرئيس بشار الأسد، ووتيرة الأحداث كما هى، فآليات الأسد لم تهدأ فى قتل عشرات النشطاء كل يوم، ولم يشذ عن هذه القاعدة سوى بعض الحوادث التى كادت أن تؤدى لإنجاح الثورة لولا التماسك الذى يبديه النظام الأسدى. أهم هذه الحوادث على الإطلاق ما حققته المعارضة السورية عندما نجحت فى تفجير مبنى الأمن القومى فى دمشق أثناء اجتماع عدد من الوزراء، وقادة الأجهزة الأمنية فى 14 يوليو الماضى، ونتج عن هذا التفجير مقتل وزير الدفاع العماد داود راجحة، والعماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع وصهر الأسد، ورئيس المخابرات السورية هشام بختيار، ووزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار، بالإضافة إلى مقتل عدد من قادة الأجهزة المختصة، ورغم أن هذا التفجير هز أركان نظام الأسد، فإنه سرعان ما أعاد تماسكه مرة أخرى، وأجرى تغييرات فى قادة صفوفه لتعويض من قتلوا فى التفجير.
القاعدة والحراك الجنوبى..
السم الذى أفسد عسل الثورة اليمنية
بعدما نجحت المبادرة الخليجية فى حل الأزمة اليمنية بنقل السلطة من الرئيس
اليمنى على عبدالله صالح لنائبه عبدربه هادى منصور عبر انتخابات شبيهة
بالاستفتاء على شخص واحد، سار النموذج اليمنى هدفا للتطبيق فى نزاعات
إقليمية مثل الوضع فى سوريا، حينما طلبت تركيا على سبيل المثال أن يحل نائب
الرئيس فاروق الشرع بديلا لبشار الأسد فى السلطة لحل الأزمة السورية، لكن
نقل السلطة فى اليمن من صالح -المغضوب عليه من المعارضة- إلى نائبه الذى
حاز على توافق يمنى، لم يكن الحل لكل الأزمة فى اليمن، فبعد مرور قرابة
العام على الانتقال إلا أن مشاكل اليمن بدت كما هى، بل تصاعدت فى عدة نواحى
منها المتعلق بتواجد عناصر تابعة لتنظيم القاعدة فى اليمن، فضلا عن تحركات
الجنوبيين للانفصال مرة أخرى، وطغت القضيتان على سطح الأحداث ليشكلا معا
السم الذى أفسد عسل الثورة اليمنية.
فيما يتعلق بالقاعدة، فقد نال الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى إشادة
لتعاونه فى الحرب على التنظيم، لكن دعمه المعلن لضربات تشنها طائرات
أمريكية بلا طيار تقتل فى بعض الأحيان مدنيين، هزت من شعبيته فى الداخل،
خاصة أن اليمن شهد حملة متصاعدة للضربات الصاروخية الأمريكية فى الأشهر
القليلة الماضية، وكثيرا ما تستخدم فى تلك الهجمات طائرات بلا طيار وذلك
بعد أن استغل المتشددون الفراغ الأمنى الذى نتج خلال الانتفاضة ضد صالح
العام الماضى...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق