الاثنين، 29 أكتوبر 2012

صحف مصر تستقبل الاضحى بالهجوم على مرسي.. والاسلاميون يدافعون عنه.. وجدل حول طنطاوي حسام عبد البصير



رغم اعياد الاضحى التي يعيشها المسلمون في مصر وحول العالم الا ان صحف امس خيمت عليها العديد من الموضوعات التي تكشف عن حالة الاستنفار التي تعيشها القوى الوطنية، خاصة بشأن الدستور الذي من المقرر ان يظهر للعلن خلال المرحلة المقبلة.. كما حفلت صحف امس بالعديد من الهجوم على الرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين بسبب تردي الاوضاع خاصة الاقتصادية منها والامنية، وحفلت صفحات الحوادث بالعديد من الحوادث التي وقعت في ايام العيد وبعضها مأساوي، وشهدت صفحات الرأي العديد من المعارك الصحافية بين الكتاب المنتمين للقوى المدنية وخصومهم من الاسلاميين، وتعرض المشير طنطاوي لمزيد من الهجوم في الوقت الذي دافع عنه البعض في خضم المعارك الصحافية التي يشنها الموالون للعسكر من الكتاب ضد مناوئيهم.

الاحزاب الاسلامية تجهز لمليونية
'تطبيق الشريعة الاسلامية'

تعقد الجهة السلفية اليوم الاثنين، بمشاركة عدد من الاحزاب والتيارات الاسلامية، اجتماعا للتشاور لاتخاذ القرار النهائي بشأن الخروج في مليونية 'تطبيق الشريعة الاسلامية'، التي دعت اليها عدد من الاحزاب الاسلامية والتي من المقرر ان تكون يوم 2 نوفمبر المقبل، اعتراضا على مسودة الدستور المطروحة، وعدم حذف كلمة 'مبادئ' من المادة الثانية للدستور وقال الدكتور خالد سعيد المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية، ان حزبه لا يؤيد التسرع في الحكم على الدستور، وانه يعقد غدا اجتماعا لاتخاذ القرار النهائي بالمشاركة او عدم المشاركة، فيما رفض الافصاح عن موعد ومكان الاجتماع، واضاف 'علينا الانتظار حتى تصدر المسودة النهائية للدستور، واشار سعيد الى ان كافة الخيارات والبدائل متاحة اذا لم تستجب اللجنة التأسيسية لوضع الدستور لمطالبنا، واضاف ان سيكون الاستفتاء بـ 'لا' على الدستور او الاعتصامات والمظاهرات حتى يتم الاستماع والاستجابة لتطبيق الشريعة، مؤكدا 'لن نتخلى يوما عن تطبيق شرع الله'. واوضح 'ليس الاسلاميين فقط هم من يريدون تطبيق شرع الله، فهناك اقباط يريدون هذا المطلب ايمانا منهم بانها تضمن حقوقهم كاملة 'يذكر ان عددا من التيارات السلفية دعت للحشد لمليونية الجمعة الاولى من شهر نوفمبر المقبل، ومن بين هذه التيارات الدعوة السلفية بالعبور، والجبهة السلفية، وحزب الفضيلة، والائتلاف الاسلامي الحر، وحركة طلاب الشريعة، وحزب التوحيد العربي، وحزب السلامة والتنمية، وحركة حازمون، وائتلاف دعم المسلمين الجدد، اعتراضا على عدم حذف كلمة مبادئ من المادة الثانية لمسودة الدستور.


مزيد من التحرش بالفتيات
قبيل عودة بشائر الحجاج

والى اخبار ضيوف الرحمن التي اهتمت بها معظم صحف الامس خاصة بعد ان قضى ما يزيد على الثلاثين منهم نحبهم وهم يؤدون المناسك عادت الى القاهرة (الاحد)، اول افواج الحجاج المصريين قادمين من المملكة العربية السعودية بعد ادائهم مناسك فريضة الحج لهذا العام، وقد وصل الحجاج المصريون على متن الطائرة المصرية القادمة من جدة رحلة رقم 662 بالصالة الموسمية وهي رحلة اساسية، وسيتوالى وصول افواج الحجيج لرحلات مصر للطيران خلال الايام القادمة، وقد قامت سلطات مطار القاهرة الدولي باتخاذ الاجراءات اللازمة لتيسير انهاء اجراءات وصول الحجاج وخروجهم من المطار، منعا لعدم حدوث اي تكدس داخل صالات الوصول.
ومن اخبار الحجاج الى المتحرشين بالفتيات في المتنزهات، حيث علن قطاع مصلحة الامن العام بقيادة اللواء احمد حلمي مساعد وزير الداخلية، عن ضبط 172 شخصا ارتكبوا حالة تحرش جنسي والشروع في هتك عرض خلال اول ايام العيد باماكن التجمعات في 6 محافظات، وذلك في اطار توجيهات وزير الداخلية اللواء احمد جمال الدين لتكثيف التواجد الامني والمرور لتحقيق الانضباط خلال ايام عيد الاضحى المبارك على اماكن التجمعات والمولات التجارية ودور السينما والشواطئ والميادين الرئيسية لضبط جرائم التعرض للاناث على وجه يخدش الحياء وهتك العرض، وقال بيان صادر عن وزارة الداخلية ان جهود الامن العام اسفرت عن ضبط 165 شخصا تحرشوا بفتيات، حيث تم رصد 87 متهما بالقاهرة، و3 متهمين بالاسكندرية، و31 متهم بالجيزة، و19 متهما بالسويس، و5 متهمين بالاقصر.
كما تم ضبط 7 اشخاص شرعوا في ارتكاب وقائع هتك العرض او الشرع فيه 'التحرش الجنسي'، حيث القى القبض على 6 منهم بالقاهرة ومتهم بالاسكندرية.

الاخوان يتبرأون من ضرب المصلين في العيد

اصدرت جماعة الاخوان المسلمين ببورسعيد بيانا، امس الاحد، اعلنت فيه عدم مسؤوليتها عن الاحداث المؤسفة التي جرت بساحة مركز شباب الزهور ببورسعيد اثناء صلاة عيد الاضحى المبارك، الجمعة، واكد البيان ان الجماعة فوجئت مثل كل المصلين بالخلاف حول الامامة وخطبة العيد بين الشيخ منعم عبدالمبدي، الداعية السلفي، والشيخ فوزي الشربيني، المكلف من الاوقاف رسميا بامامة المصلين والقاء خطبة العيد، 'ما اصابنا واصاب كل من حضر وسمع بالاسى والحزن'، واوضح ان جماعة الاخوان المسلمين ليست طرفا في الاحداث، وان مديرية الاوقاف ببورسعيد هي المسؤولة عن توزيع الخطباء على ساحات العيد، اما كون خطيب الاوقاف ينتمي للاخوان فهذا 'لا يدخلنا في الخلاف؛ لانه يؤدي دوره بحكم وظيفته وليس بحكم انتمائه، فلا علاقة للوظيفة بالانتماءات، بل كل انتماء يسقط امام الوظائف الرسمية'، واعلن البيان عن خوف الجماعة من ان تكون هناك ايادٍ خفية تحرك الاحداث نحو وقوع فتنة بين ابناء التيار الاسلامي، 'الذي اضحى ممثلا للامة، ومعبرا عن امالها والامها، خاصة ونحن نمر بمرحلة حرجة من حياة الامة' كما استنكر البيان ما قام به البعض من التعدي بالضرب على الشيخ فوزي الشربيني، كرمز من رموز الازهر وعلماء الاوقاف، مؤكدا ان الجماعة تكنُّ لهم جميعا 'كل التقدير والاحترام'، كما رفض الاتهامات الموجهة للجماعة بدون دليل.
ودعت الجماعة خلال البيان الجميع الى ضبط النفس والتصرف بحكمة وتغليب الصالح العام على الرغبات الفردية، والالتزام بالقواعد والقوانين المنظمة لحركة المجتمع حتى لا تسود الفوضى، كما دعت الجميع الى التعاون والتنسيق بين الجهود لتحقيق نهضة البلاد واستقرارها حتى ينعم الشعب بحياة هادئة سعيدة، وليتحرك العقلاء ليضعوا ميثاق عمل يوحد الجهود ويمنع تكرار مثل هذه التصرفات في المستقبل.

تحذير للاخوان:
ابعدوا عن المنابر!

ونبقى مع الصراع المندلع بين الاخوان وخصومهم، حيث حذر عماد الدين اديب في جريدة 'الوطن' الاسلاميين : اسوأ ما يمكن ان يحدث للدعاة الافاضل ان تتحول منابرهم المحترمة الى ابواق لمعارك صراعات السياسة والدين الدائرة هذه الايام.
جاء في التقارير الصحافية عن اداء الدعاة في خطبة عيد الاضحى انه لاول مرة في تاريخ خطب الاعياد حدث شقاق وخلاف سياسي اتخذ شكل الخطاب الديني حول موضوع الدولة المدنية والدولة الدينية، وجاءت تفصيلات هذه الخلافات على افواه الدعاة الذين انقسموا ما بين مؤيد لدور ونشاط وافكار الهيئة التاسيسية لصياغة الدستور وحرصها ودفاعها لتطبيق الشريعة، وبين الفصيل الاخر الذي يريد حماية الدستور من التطرف والغلو وتحويله من وثيقة قانونية مدنية الى وثيقة سياسية دينية هذا الانقسام في المنابر هو انعكاس لعدة اشكال من الانقسامات الحالية بين الفصائل: 'خلافات داخلية في قلب الحزب الواحد وخلافات بين الحزب والاخر داخل التيار الواحد وخلافات بين التيارات المؤتلفة ضد تيارات اخرى تجمعت ضدها.
اذن نحن امام حالة خلاف رأسي وافقي، في داخل التنظيم وخارجه، وداخل التيار وخارجه هذا الانقسام والتشرذم والتفتيت يشكل خطرا شديدا على مستقبل الحياة السياسية في مصرالصراع السياسي في ظل قواعد القانون وتحت سقف الاعراف الديمقراطية والتي يتم ادارتها بشكل سلمي وقانوني هو ما تسعى اليه اي تجربة ديمقراطية اما صراع التناحر والتخوين والصراخ الهستيري واستخدام الدين بالباطل من اجل الاغتيال السياسي والمعنوي للخصوم هو ابعد ما يكون عن روح الاسلام السمحاء، واكبر اساءة لمقاصد الفقه والتشريع منبر المسجد هو موضع طاهر يعتليه كبار العلماء من اجل نشر روح التسامح وبث رسالة الاسلام في التقارب والتعارف والتعاون والتضامن والتكافل الاجتماعي والتحابب الانساني منبر المسجد، مثله مثل منبر الكنيسة، مثل اي بيت من بيوت الله هو نقطة التقاء وتجمع وليس نقطة صراع وتشرذم لذلك كله يتعين علينا ان ننأى بمنابر الدعوة عن الزج بها في عملية الصراع السياسي الاعمى الدائر في المجتمع الان.

لماذا لا يستحي الرئيس
بعد غزله الفاضح لبيريس؟

ونتحول نحو المعارك ضد الرئيس مرسي بسبب غزله للرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس والذي دفع الكاتبه عبله الرويني للهجوم عليه بضراوة في صحيفة 'الوطن': اي بلاد يا مرسي تلك التي يعيشون فيها؟ واذا كانت بلادهم (بروتوكوليا) فاين بلادنا، او اين نحن (بروتوكوليا) ايضا؟! قبل عامين التقيت بمدير بينالي الشارقة (جاك برسكيان) فلسطيني، ارمني، امريكي، عربي.. قلت: ماذا يعني تعدد الهويات هذا؟ قال: اسلوب من اساليب المناورة او التحايل الذي يتطلبه المرور في تلك المرحلة الصعبة والشائكة بين وعبر الحدود.. حكى عن معاناة الخروج من القدس مدينته التي ولد ويعيش فيها هو وعائلته، حكى عن معاناة العودة اليها، حكى عن الحصار، وعنف التعامل الاسرائيلي، عن محاولات محو الهوية، وطمس كل ملامح المدينة.. قلت: تعمل خارج القدس، وتحمل جنسيات مختلفة، ما الذي يبقيك وسط هذه المعاناة، لماذا تصر على العودة للقدس، لماذا تصر على البقاء؟
نظر الىّ بدهشة، وبغضب من تلقى الصفعة، قال بحدة: لا لشيء، فقط لانها بلادنا، انا مقدسي، فلسطيني، وتلك هويتي! نعم بلادنا يا مرسي، ليس فيها العيش الرغد، لكنها بلادنا، ليست اجمل بلاد العالم، لكنها بلادنا.. يوما تمنى محمود درويش، السجن المؤبد والزنزانة والقيد والشرطة وقسم البوليس.. وبلاده.. اعتذرت الرئاسة عن خطاب مهلهل بدعوى (البروتوكول) لكنها لم تعتذر عن خطوات اكثر هلهلة، خطوات تقديم السفير المصري (عاطف محمد سالم الاهل) اوراق اعتماده كسفير لدى اسرائيل في مدينة القدس، نعم في القدس وليس تل ابيب، ضاربين عرض الحائط برفض ان تكون (القدس) عاصمة للكيان الصهيوني، وضاربين عرض الحائط بكل محاولات تشويه المدينة، محو هويتها، وكل ملامحها العربية وتهويدها.

لماذا تدافع صافيناز
عن المشير طنطاوي؟

وتستمر المعارك خلال ايام عيد الاضحى فهاهو محمد فتحي في صحيفة 'الوطن'، وقد اندهش من دفاع الكاتبة صافيناز كاظم عن المشير طنطاوي والذي وصفته بانه مثل مؤمن قوم موسى يرد عليها: يا استاذة صافي.. يا كبيرتنا واستاذتنا واحلى ما في صباحي شخصيا.. كان الرجل المؤمن من الفرعون شجاعا، فقال ما قال وسط فرعون وجنوده، ثم ساهم في (منع) قتل موسى عليه السلام، ولم نعرف عن طنطاوي قائد حرس مبارك الجمهوري ثم وزير دفاعه الامين ان اختلف مع سيده، او منع قتل الناس في 'الجمل' وقواته تدخل دباباتها وتتجاهل التدخل لمنع اراقة الدماء باوامر شخصية منه. يا استاذة صافي، احساسي الداخلي يقول انه لو نجحت موقعة الجمل كان طنطاوي سيبعث ببرقية تهنئة لسيده مبارك يؤكد من خلالها ان مصر مبارك باقية وان الجيش سيقف دائما ضد محاولات تمزيق الوطن. يا استاذة صافي، هناك، في مسرح البالون، وماسبيرو، ومحمد محمود، ومجلس الوزراء الاولى والثانية، والشيخ ريحان، وحتى العباسية، كانت هناك فتاة تقف في الصفوف الاولى دائما، اسمها نوارة نجم، كانت معرضة هي وغيرها للقتل او للضرب بالرصاص والخرطوش، او لتصفية عينيها وفقدانها، ولم يتدخل طنطاوي -الرجل المؤمن من وجهة نظرك- لمنع كل هذا، بل شارك فيه بصمته وتواطئه واوامره، ولم تكوني لتكتبي هذا المقال لو اصابها مكروه لا قدر الله، وحين يبلغ طنطاوي السابعة والسبعين تكون الذكرى الاولى لمحمد محمود على الابواب، بعد مرور الذكرى الاولى لماسبيرو، وقبل حلول الذكرى الاولى لاحداث مجلس الوزراء، وقد يطفئ طنطاوي الشموع، لكننا ابدا لا نستطيع ان نطفئ نارنا لعدم محاكمته حتى يومنا هذا عن نفس ما حوكم به سيده مبارك ونال (المؤبد) لاجله.
احساسي الداخلي يا استاذتنا يقول ان احساسك الداخلي لم يكن سليما هذه المرة، وان طنطاوي لا يستحق مقالك، ولا نحن ايضا.

مرسي في الطريق لان يصبح ديكتاتورا

ونتحول نحو صحيفة 'الشروق' والكاتب فهمي هويدي والذي لم تمنعه ميوله الاخوانية لان ينتقد الجماعة التي تسعى لتحويل مرسي لديكتاتور: اثناء صلاة العيد جلس الرئيس محمد مرسي محاطا بكبار المسؤولين في الدولة. نائب الرئيس ورئيس الوزراء وشيخ الازهر ووزيرا الدفاع والداخلية وغيرهم. الا ان الرئيس وحده وضعت امامه سجادة صغيرة. فوق سجادة المسجد الكبير. التي كانت قد غسلت ونظفت سواء بمناسبة العيد او بمناسبة صلاة الرئيس في المسجد. لم اتابع بث صلاة العيد عبر التليفزيون، لكن اكثر من واحد نبهني الى حكاية سجادة الرئيس بعد صلاة الجمعة، ورأيتها واضحة بعد ذلك في الصور التي نشرتها الصحف في اليوم التالي احد الاسئلة التي اثارها عندي المشهد كالتالي: لماذا خصُّوا الرئيس بسجادة له وحده، ولم يفعلوها مع غيره من كبار المسؤولين المحيطين به؟ الرد المباشر الذي خطر لي ان ذلك حدث لان هناك من رأى ان الرئيس ينبغي ان يختلف عن غيره، حتى في الوقوف امام الله قد تبدو الملاحظة بسيطة، ولست اشك في ان الرئيس لا علاقة له بما حدث، ولكني وجدت لها دلالة جديرة بالتسجيل. شجعني على ذلك انني سمعت كلاما يلوكه البعض عن الاستعدادات الخاصة التي ترتب لاستقبال الرئيس، حتى في صلوات الجمعة التي يحرص على ادائها بين الناس حدثني نفر من هؤلاء عما حدث حين ادى صلاة الجمعة في مرسي مطروح، فتم تغيير السجاد في المسجد الذي اعيد طلاؤه، وكانت الرسالة واضحة في ان ذلك كله لم يحدث لاجل الناس، وانما كان تعبيرا عن الحفاوة بالرئيس، ولست اشك في ان ذلك يحدث للرئيس حيثما حل. واذا صح ذلك فهو يعني ان الرئيس كلما ذهب الى مكان فانه لا يراه على حقيقته، وانما يتم تحسينه وتجميله لكي تطمس فيه الحقيقة.

ما كل تلك الكراهية للدستور الاسلامي؟

ونبقى مع صحيفة 'الشروق' والكاتب ايمن الصياد الذي هاله حجم الهجوم على اللجنة المكلفة بكتابة الدستور: تعالوا لنعترف الى اي مدى وصل الاستقطاب اللا عقلاني. في الاسبوع الماضي وحده، وبعد ان طرحت المسودة الاولية للدستور، بصياغاتها 'التوفيقية العجيبة'، بدا انها لم تعجب احد. سمعت البعض يعلن صراحة انه سيرفض الدستور لانه 'علماني' ينكر الشريعة او على الاقل يتنكر لها. وسمعت ايضًا لا تعجبوا من سيرفضه لانه 'اسلامي' يؤسس لدولة مدنية غير معاصرة. بل ولعلي لا اذيع سرا ان قلت ان الدكتور البلتاجي عضو الجمعية التاسيسية البارز قال لي ان هناك مواد في هذه المسودة، لا يمكن له ان يوافق عليها؛ هو او حزبه. بل واكثر من ذلك؛ اذ وصل الحال الى حد ان قرانا في 'الشروق' ان سلفيين وزعوا منشورات في صلاة العيد تحذر من التصويت بنعم على الدستور 'الذي لا يحقق الحد الادنى من التعبير عن هوية الامة' منتقدين 'اسلاميى التاسيسية الذين خفضوا سقف مطالبهم مراعاة للصوت العالي للعلمانيين' كما يقول سياق الخبر.
هل هناك استقطاب اكثر من ذلك؟ وهل هذا مناخ يصلح لكتابة دستور يرضى عنه احد الثابت، بغض النظر عن التفاصيل ان الكل لديه 'الان' مشكلة مع هذا الدستور. البعض سيرفضه لانه علماني يتنكر للشريعة. والبعض سيرفضه لانه اسلامي يهدر الحريات والمواطنة. والاخرون سيرفضونه لانهم يريدون حصانة واستقلالا او وضعا متميزا لجهات يعملون فيها، فضلا عن ان هناك من سيرفضونه لا لسبب الا لانهم لم يدعوا للمشاركة في كتابته.
وبعد كل هؤلاء وقبلهم كثيرون سيحددون مواقفهم لا لاعتراضهم على هذه المادة او تلك، وانما نكاية في هذا الطرف او ذاك. فهل هذا مناخ يكتب فيه دستور نامل ان يوافق عليه المصريون في هذا المناخ ما هو المتوقع ان نجحت الجمعية في التغلب على خلافاتها واقرت مشروعا وطرحته للاستفتاء؟على الارجح هناك نتيجتان: الاولى ان النتيجة ان جاءت بالموافقة فلن تتجاوز نسبة الموافقين الستين بالمائة. او اكثر من ذلك بقليل والثانية:ان حكم الدستورية 'المتوقع' ببطلان تشكيل الجمعية التاسيسية، سيظل مطعنا دائما على دستور يفترض انه يؤسس لجمهورية جديدة وشرعية جديدة.

تضليل المصريين باسم مقاومة
الجاهلية لن ينقذ الاخوان

والى صحيفة 'المصري اليوم' والكاتب سليمان الحكيم الذي انزعج بشدة بسبب مضي الاخوان في خداع المصريين باسم الدفاع عن الدين: لو بُعث سيد قطب بيننا اليوم لوجد الدليل الدامغ على وصفه الشعب المصري بـ'الجاهلية'.. فليس هناك من سبب يدعو هذا الشعب لمنح ثقته لجماعة الاخوان المسلمين سوى الجاهلية التي يتخبط في براثنها.. فلو لم يكن هذا الشعب مصابا بالجاهلية لما اعطى زمام قيادته بعد ثورة عظيمة متطلعا بها الى الحرية والعدالة لجماعة لا تؤمن لا بالحرية ولا بالعدالة ولم يكن اختيارها لـ'الحرية والعدالة' اسما للحزب الذي يعبر عنها الا من قبيل ذر الرماد في العيون. وبنفس طريقة اسلافها من الحكام الذين كانوا يطلقون الاسماء والشعارات ليسيروا في عكس اتجاهها. فلم يكن الحزب الوطني الديمقراطي يعرف شيئا عن الوطنية او الديمقراطية، كما لم يكن شعار 'من اجلك انت' الذي رفعه ذلك الحزب الموءود في اخر دوراته الحياتية ليغازل به المواطن المسكين سوى محاولة لاخفاء حقيقته التي تسير من اجل مصالح اصحابه سلبا ونهبا وتجريفا لكل ما تطاله ايديهم من ثروات واموال اذن.. لم يكن سوى الجاهلية التي استغلها الاخوان- خلفا بعد سلف- ليضللوا هذا الشعب، ليسير خلفهم مغمض العينين، بعد ان منحهم ثقته مصدقا لما بين ايديهم من الوعود الكاذبة، والشعارات المضللة. واذا كانوا يقولون بان الشعب المصري متدين بالفطرة فليس ذلك الا مجرد محاولة منهم للتنصل من اتهام زعيمهم الروحي للشعب المصري بـ'الجاهلية'. او ربما كانوا يرددون ذلك كنوع من تملق الشعب واستدرارا لعواطفه الدينية بغرض استمالته الى جانبهم باعتبارهم الممثل الشرعي والوحيد لرب السماء على الارض، فلانهم المتدينون المتمسكون باهداب الدين فهم الاولى من غيرهم بحكم هذا الشعب المتدين الذي يماثلونه تدينا بالفطرة!
اغرب ما في الامر ان جماعة الاخوان واعضاءها هم اكثر الناس ترديدا لمقولة 'شعب مصر المتدين'، فاذا سالتهم عن فحوى رسالتهم وهدفهم منها سيقولون لك انهم يسعون لرد الناس الى دينهم، واعادتهم الى حظيرة الدين.

الرئيس مرسي يلتقي اصدقاءه
القدامى بشقته في الزقازيق

خيمت على صحف مصر خاصة الحكومية منها حالة من التنافس على تلميع الرئيس مصري كما كان يحدث مع المخلوع مبارك وفي هذا السياق نشرت 'الاخبار' و'الجمهورية' و'الاهرام' صورا له وهو يقضي العيد في مسقط راسه بالزقازيق وكتبت 'الاهرام': بعيدا عن الرسميات والبروتوكولات الرئاسية التقى الرئيس محمد مرسي خلاله زيارته للاهل بالشرقية عددا من اصدقائه بمنزله في مدينة الزقازيق من بينهم اعضاء مجلس الشعب السابقون وهم الدكتور السيد عبدالحميد ومحمد فياض والمهندسة رضا عبدالله والدكتورة حنان امين امينة المرأة بحزب الحرية والعدالة واحمد عبدالمقصود نقيب المعلمين بمحافظة الشرقية ومحمد يوسف عطوة من قيادات جماعة الاخوان والمهندس السيد حزين عضو مجلس الشوري ومحمد عبدالمعين والسيد عبدالمجيد وعبدالحميد البندري من قيادات جماعة الاخوان.
واكدت مصادر انه حضر20 من القيادات وتناولوا وجبة الافطار بمنزل الدكتور مرسي وبعد ذلك تم نقاش بينهم وبين الرئيس تناول الاحوال الداخلية والخارجية.
وكان الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية قد قام بزيارة لمحافظة الشرقية مسقط رأسة اول امس بمناسبة عيد الاضحي حيث وصل بالطائرة باستاد جامعة الزقازيق واستقل السيارة الي منزله في حدود الساعة الحادية عشرة مساء وعند وصوله رفض دخول منزله مباشرة وذهب ليصافح العشرات من الجيران والشباب الذين كانوا في انتظاره. وقال الرئيس لهم بصوت مرتفع كل عام وانتم طيبون فاذا بالاهالي يرددون شعارات مرسي.. مرسي وشعر الجميع باجواء انتخابات الدكتور مرسي برئاسة الجمهورية.

دعوة للافراج عن رجال اعمال مبارك

ونبقى مع صحيفة 'الاهرام' والكاتب حازم عبد الرحمن الذي توجه بدعوة لنظام الحكم الجديد لتحرير سراح رجال اعمال مبارك: ماذا سيحدث في الدنيا لو ان الدولة اصدرت قرارا يقول ان كل رجل اعمال ممن صدرت عليهم احكام بالسجن والغرامة بسبب علاقتهم بالنظام السابق سيتم تخفيف عقوبته الي النصف او حتي البراءة الكاملة، بشرط العودة بمستوي نشاطه الاقتصادي وحجم العمالة في شركاته ومصانعه الي ذات المستوي الذي كانت عنده في يناير2011، وفي مقابل كل الف او خمسة الاف عامل جدد يتم تشغيلهم في مصانعه يجري تخفيض متاخرات الاقساط المستحقة عليه او الغائها، وليس هناك حتي ما يمنع من السماح باعادة جدولة ديون الجميع، وخفض سعر الفائدة المستحقة علي قروضهم بشرط الا يكون علي يد احد منهم دم مصري، والا يكون من الثابت في حق احدهم تهريب امواله الي الخارج، وقد نقول انه حتي لو قام من هرب امواله الي الخارج بعد الثورة باعادة نسبة منها الي البلاد وبدا في ادارة شركاته فلماذا لا يتم تخفيف او الغاء الاحكام الصادرة عليه..ماذا يستفيد المجتمع والاقتصاد في مصر حاليا من الحكم علي رجل اعمال بغرامة بمليارات الجنيهات لن يتمكن من تسديدها نهائيا ومصادرة امواله او وضعها تحت الحراسة وزيادة عدد السنوات المحكوم بها عليه الي عشرات السنين؟ لا شيء الا انه ستتوقف مصانعه وشركاته عن العمل وينضم كل من يعملون لديه من مهندسين وفنيين وخبراء الي جيش البطالة الموجود حاليا، الي جانب انهيار قدرة المجتمع علي الانتاج وتزايد الحاجة الي استيراد بدائل للسلع التي توقفت مصانعه عن انتاجها محليا، والاهم من كل هذا ان المجتمع يبدد ثروة بشرية ذات خبرات مهمة في فنون الادارة الحديثة، وهي اهم ما ينقص مجتمعنا، الي جانب ان توقف هذه الخبرات عن العمل سوف يعرضهم للبطالة بامراضها التي لا ترحم، وعلينا ان نعرف ان هذه الثروة البشرية لا يسهل تعويضها، فالخبرات الادارية ذات الكفاءة ليست من النوع الذي يمكن تعويضه بالضغط على زر.

هل قوة الرسول توازي اربعين الف رجل

يشعر الكثير من الكتاب الليبراليين بالغضب مما يردده بعض مشايخ الفضائيات عن القوة الجسدية للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهو ما دفع وائل عبد الفتاح للتصدي لهم في صحيفة 'التحرير': ليس مهمًّا هنا ان ما يقوله الشيخ خرافة.. او اساطير ترضي جمهورًا مشغولا بالخيالات الجنسية في الفيديو يقول الشيخ خرافات كاملة عن القوة الجنسية للنبي.. ويصل الى انه بقوة 40 الف رجل.. بعد ان يروي حكايات لا اعرف من اي كتب صفراء اخرجهاô عن فانتازيات جنسية يسقطها هو على حياة النبي. ليس مهمًّا مساحة الحقيقة والخيالô الواقع او الهلاوس التي ترى ان النبي ينام مع زوجاته التسع في يوم واحدô واي مسلم يمكنه اكتشاف بسهولة ان الشيخ فقد طريقه الصحيح الى مهنته، وجلس على منبر المسجد. لكن المهم ان هناك خيالات تحتاج هذا النوع من الفانتازيا الجنسيةô وهذا نوع من الرجولة المتخيَّلة يتغير حسب المزاج الاجتماعي والواقع السياسي. الرجولة المتخيلة الان تختلف عن الرجولة في عصور اخرى.. ولهذا ومع ازدياد مساحة الكلام عن الاسلام والصيحات المدافعةô والحناجر الملتهبةô تنتشر حفلات التحرشô وتنتشر استعراضات الذكورة المريضةô بالتعدي على النساء لفظًا او تقطيعًا في السيرةô انها رجولة الاعتداء على النساء، والانتصاب من اجل ان يعدن الى عصر الحريم. وفي كتاب صدر قبل سنواتô تحت اسم 'الرجولة المتخيلة' (دار الساقي) قرأت دراسة لباحث امريكي هو والتر ارمبروست المهتم بفكرة الثقافة الشعبية في مصر من خلال الموسيقى والافلامô عنوان الدراسة: 'فريد شوقي: فتوة، رب عائلة، نجم سينمائي'، ويشير فيها الى انه قبل الخمسينيات كانت 'الشخصيات الرجولية ترتبط عادة بنمط الحياة البرجوازي، على الطريقة الغربية. وكانت الشخصيات المتانقة هي السائدة حتى عندما كان مطلوبًا منها في بعض الاحيان ان تبذل مجهودًا عضليًّا او حتى ان تخوض معارك'.

فلتذهب النخبة للجحيم.. المهم ان يأكل الشعب

ما زال الحديث عن المعارك التي لا تنتهي بين النخبة تزعج الكثيرين منهم سمير البحيري في جريدة 'المصريين': تمر مصر بأصعب مراحلها التاريخية، والكثيرون لا يشعرون بذلك ولا يلمسونه، اما سعيًا وراء اثبات ذاتهم على حساب الوطن، او عن جهل، او لمجرد العناد، ويسيرون بتحدٍ غريب على هذا النسق منذ قيام الثورة، ويشترك في كل ذلك النخبة السياسية، فحالة الشتات التي نعيشها ما بين اقتصاد متردٍ وتفاقم المشاكل يومًا بعد يوم، يُنذر بكارثة حقيقية.. وليس لقفزة تنموية منتظرة في القريب العاجل، والوصول للمرفا الامن بان تبدا عجلة الانتاج تدور، فهؤلاء لا يشعرون بالعامة طالما لم يخوضوا تجربة الفقر والعوز والحاجة، وهي مريرة لا يقدرها سوى من مر بها وما اكثرهم ابناء هذا الوطن الذين يعانون شظف العيش، والنخبة لا تشعر بكل ذلك، ومنهمكة ما بين مطالب لن تتحقق بين ليلة وضحاها، ودستور لن يتم انجازه الا بالتوافق، ويبدو ان الثورة القادمة ستكون على النخبة.. حتى يتخلص الوطن من شرورهم فلا تخلو صحيفة ولا فضائية واحدة ولا المواقع الالكترونية من سجال دائر وتصريحات وتويتات وفيسات من تلك الفئة التي ترى انها الافهم والافضل دون بقية هذا الشعب، وكانها كانت في حالة موت سابقة تشبه قصة اهل الكهف.. لتدفع بهم الثورة وكانها ماسورة انفجرت بمئات بل الاف النخب، ليشعلوا المجتمع بصراعات لو تم استفتاء الشعب عليها، لنادي باعلى صوته قائلا: فليذهبوا الى الجحيم، نحن نريد ناكل ونشرب ونامن على انفسنا وبعد ذلك نبحث عما يمكن عمله، وهم لا يعطون للشارع اذان صاغية، فعيونهم واذانهم موجهة للنيل من بعضهم البعض، اما بانتقاد الاخر دون سبب وجيه يدعو لذلك، او للتشهير به لمجرد ان هذا الطرف او ذاك له ايديولوجيته وافكاره وقناعته التي يؤمن بها، على الرغم من ان اختلاف الرؤى امر طبيعي وصحي في الدول التي تنعم بالاستقرار لانهم في النهاية يضعون مصلحة الوطن نُصب اعينهم ويغلبونها على مصالحهم الانية والذاتية.

الربيع العربي سبب انهيار
المشروع الايراني في المنطقة

المتابع لاثار ثورات الربيع العربي يرى انها تسببت في تراجع المؤيدين للمشروع الايراني وهم قلة في المنطقة وهو مايعتقده في جريدة 'المصريون': لا شك ان الربيع العربي قد شكل انقلابا هائلا في موازين القوة والنفوذ السياسي بالعالم العربي واعاد رسم خريطة التحالفات والصراعات السياسية فيه، فقد كانت المنطقة منقسمة بين محورين رئيسيين هما محور دول الاعتدال المتوافقة مع المشروع الامريكي (مجلس التعاون الخليجي، مصر، الاردن، السلطة الفلسطينية، المغرب العربي) ومحور الممانعة (ايران، سورية، حزب الله، حركات المقاومة الفلسطينية) وهو تقسيم منح غطاءً شرعيا للنفوذ الايراني في المنطقة تحت دعوة دعم المقاومة في لبنان وفلسطين، وادى ذلك لتعاطف شعبي كبير مع سياساته وتقاربه مع التيار الاسلامي السني اذ جمعهما دعم المقاومة ومناوءة الانظمة المستبدة الموالية للغرب.
لكن الموقف قد اختلف تماما بعد نجاح ثورات مصر وتونس وليبيا مع استمرار الشعب السوري في نضاله البطولي باذلا دماءه الزكية لاسقاط الطاغوت العلوي البعثي، فبينما رحبت ايران في البداية بسقوط انظمة (كامب ديفيد) تحولت الان للتحذير من مخطط غربي لتفتيت المنطقة، والحق ان المشروع الايراني قد سقط وانكشفت سوءته للجميع ولهذا شواهد عديدة: كانت الثورة السورية هي الفاضحة للنظام الايراني الذي يمثل الداعم الاول للسفاح بشار وعصابته طمعا في بقائه كمحور للهلال الشيعي (ايران ـ العراق ـ سورية- حزب الله)، فهي تمده بالمال والسلاح بل وتشترك بمجموعات من حرسها الثوري في ذبح الشعب السوري، مما كشف عن الوجه الطائفي البشع لايات الله في (قُم) الذين استغلوا علاقاتهم بروسيا والصين لمنع اي تحرك دولي في الامم المتحده يحاصر النظام المجرم او يوقف نزيف الدم السوري كما فقد حزب الله كل ما ناله من تعاطف جماهيري لمحاربته للصهاينة في العقد الاخير، وافتضح اتجاهه الطائفي البغيض بوصفه ركيزة المشروع الشيعي بعد ان وصل زعيمه (نصر الله) الى حد المجاهرة بان قوادا من حزبه قد لقوا حتفهم في سبيل اداء الواجب في سورية! وهكذا ادركت الشعوب العربية الغافلة خطورة هذا الحزب الذي يتباهى بارسال ميليشياته لقتل الاطفال والنساء السوريين بدم بارد بينما يتغنى اعلامه بالمقاومة الا بئست تلك المقاومة التي يدعيها هؤلاء السفاحون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق