الأحد، 7 أكتوبر 2012

بلوتوثات التحرش الجنسي والتهديد والاغتصاب تهز المجتمع السعودي


قبل قرابة 8 أعوام لم يكن يعلم السعوديين معنى كلمة (بلوتوث).. فلو استوقفت شخص ما في الشارع وتسأله عنها فيجيبك باختصار وبكل براءة عن هل هي طراز جديد من السيارة الشعبية "تويوتا" ؟ مثلاً ..أو وجبة أمريكية "برجر" خفيفة مطورة..
تهشيم العدسات
(البلوتوث فضيحة..البلوتوث حرام..البلوتوث ممنوع على المراهقين)..شعارات رفعها السعوديين في وجه كل من ذكر اسم تلك التقنية المدمجة مع جوالات الكاميرا..ومن الطريف في الأمر أن رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمرور كانوا يصادرون "جوالات الكاميرا" من الشباب في الأسواق والأماكن العامة أو يكتفون بتكسير عدسة الكاميرا وتسليمه لصاحبه بحجة انه ممنوع استخدامه بالمملكة ووزارة التجارة لا تسمح بدخوله وكان المواطنين يتحصلون على هذه الأجهزة المتميزة بالتهريب من دول الخليج المجاورة وبيعها بالخفية وكأنها من المسكرات أو المخدرات!.
ضجة وكشف للمستور
إلا أن سمحت وزارة الداخلية في عام 2004 بدخول هذه الأجهزة ولم يعلم السعوديين ما ستحدثه تلك الأجهزة من تحولات اجتماعية ونقاشات صاخبة وأحاديث مجالس جدلية ومتابعات من كافة وسائل الإعلام المحلية بسبب ما يسمى (بلوتوث)..ستة أحرف قليلة.. ولكنها التصقت بكل ماهو( فضيحة ) في المجتمع السعودي..ليعيش معها تاريخ مليء رغم أنه قصير في الأعوام..ربما يقول الكثيرين أنها كشفت "المستور" و"الغريب" ، ولم يدر بخلد شخص أن تحدث تلك التقنية هزات وضجة داخل الرأي العام السعودي (المحافظ) لدرجة أن تتدخل شخصيات كبيرة في الدولة تحقيقاً وتعقيباً ومتابعة لما انتشر عبر (البلوتوث).
فضائح جنسية
فتاة الباندا..أو برجس اسمان ترددان على مسامع السعوديين لتسجل أول حالة تسود نقاش حاد داخل المجتمع السعودي وتحركات رسمية من إمارة الرياض ووزارة الداخلية..وكانت شرارة بداية القضية من (البلوتوث) بعد ان قام شابان سعوديين وآخر نيجيري باغتصاب فتاة وتصويرها بهاتف "نوكيا" عرف في ذلك الوقت بمسمى"الباندا" ونشروا صورها عبر (البلوتوث) ومواقع الإنترنت لتحدث جدال واسع في المجتمع ومنابر الخطباء ووسائل الإعلام وجمعية حقوق الإنسان لتفتح أبواب لبحث الأسباب والحلول لمعالجة تلك القضية.
المشكلة الحقيقة أن (البلوتوث) غالباً ما أرتبط بكل ما هو سيء و"جنسي" بالدرجة الأولى واستمر انتشار الفضائح عبر تداول المقاطع المرئية والمصورة بين الهواتف المحمولة كـ(حادثة طريق النهضة بالرياض ،وفتاة حائل، وحالات الاغتصاب للأطفال والنساء)، ووقع المجتمع في انقسام وحيرة في نفس الوقت ما بين مؤيد ومتقبلاً للتقنيات والإفرازات الحديثة والاستفادة منها في المفيد ، وما بين معارض ومحارب لفكرة انتشارها وبيان مساوئها وكأنه يريد من الجميع العيش في عالم متقوقع.


وكان آخر هذه البلوتوثات المؤلمة هو البلوتوث الذي سمي ببلوتوث "فتاة حائل" , التي تظهر فيه فتاة تتعرض للإهانة والتهديد من قبل شاب يطلب منه أن تسمي نفسها بالساقطة وتعلن أسمها بالكامل ومكان منزلها .


وهزت تفاصيل هذا البلوتوث المجتمع السعودي الذي شعر بالألم من تحويل هذه التقنية إلى وسيلة مخيفة ومرعبة وأداة جريمة لتفريغ الأحقاد والكراهية.
بلوتوث نقمة
سعاد بن خالد من الرياض 28 عام تقول : التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم، يعد خدمة كبيرة للإنسانية، ويجب توظيفه لإنجاز مصالح الناس ولكن إذا استعمله البعض الاستعمال الساذج كالذي نشاهده في البلوتوث من مقاطع تافهة وسيئة يصبح وبالاً.. ويعتبر طفرة تقنية في عالمنا ولكن وللأسف اصبح نقمة بسبب هؤلاء السذج الذين تعدوا حدود العادات والتقاليد.
وصول للفضيحة
أما سعود المشعل 35 عام فيقول: أستطيع أن أقدم تسهيلا لكلمة بلوتوث عند بعض الناس حيث تعني الوصول للفضائح والبحث عن أعراض الناس والإساءة إليهم بدون مقابل، ولكن عند آخرين تعني الطريق السهل والمبسط وغير المكلف لتقديم النصيحة وتوعية الناس وتصوير بعض المواقف الطريفة والمسلية.
إفراز وواقع
فيما تقول نورة السعيد 22 عام: تقنية البلوتوث اعتبرها مقياس لدرجة وعينا في التعاطي مع العالم، لأنها تعتبر إفرازا طبيعيا لثورة العلم والتقنية، فإذا كان العلم الذي يخدم البشرية ويسهم في تطويرها، نستخدمه نحن لهدم قيمنا، وفي المساس بحرية وأعراض الآخرين، ثم يكون وبالا علينا جميعا، فإن هذه كارثة إنسانية وحضارية لا تليق أبدا بأمة الحضارة والثقافة التي بسطت مفاهيمها بطول الكرة الأرضية وعرضها، فنحن بحاجة إلى إعادة قراءة لواقع البلوتوث.
تشهير بالأعراض
أما محمد الخالدي 36 عام فيقول : تجربة البلوتوث أحدثت هزة عنيفة في مفاصل مجتمعنا السعودي ، حتى عصفت بثقة الناس وبكل ما تأتي به التقنية، لأن وجودها بين أيدي من لا يحسنون استخدامها أصبح وبالا على بقية أفراد المجتمع وخصوصا الذين صاروا ضحايا لهذه الظاهرة حيث عمد البعض على توظيفها للتشهير بأعراض الناس وتبادل الصور والرسائل الفاضحة وغير اللائقة، وهذا ترك انطباعا سيئا عنها يصعب تغييره أو تصحيحه في ظل تمادي الكثيرين وإصرارهم على الفهم الخاطئ للبلوتوث والاستخدام السيئ لها.

المصدر صحيفة السياسي


القانون يهدف للحد من التحرش في السعودية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق