الأحد، 7 أكتوبر 2012

لعنوسة في مصر بنات مصر يحاربن العنوسة مع الدجالين والمشعوذين


زينب سمير حمدان
العنوسة في مصر التي تعيشها الكثير من الفتيات في مصر تحولت  الى كابوس مرعب يبحثون عن حل له لدي اي انسان حتى لو كان دجالاً.

فمع النسبة الهائلة التي تعاني من العنوسة في مصر بالاضافة الى الارتفاع الكبير في سن الزواج لم يعد مستغرباً ان يتحول طرق الكثير من العوانس اليوم الى ظاهرة تعرفها الكثير من العوانس ولا يخجلن من الحديث عنها.
«هـ. ع» حاصلة على بكاريوس تجارة عمرها 92 عاماً تقول: تأخر سن زواجي ولم أهتم ولكن لاحظت مظاهر غريبة فأنا كنت مخطوبة من قبل ولم يحدث نصيب واكتشفت بشعري عدة عقد لدرجة ان كل شعرة لاتخلو من 3 أو 4 عقد على الأقل واستمرت هذه الحالة فترة طويلة فأحسست ان هناك شيئاً غريب مما جعلني أذهب الى عدة شيوخ وقال لي احدهم ان هذا «عمل» ومثلما شعرك يتعقد يتعقد زواجك ايضاً وأشتريت علاجاً طلبه مني وعملته على شعري وشربته ثم بعد ذلك أتخطبت مرة أخرى وحديث مشكلات مع خطيبي وصدقت انه عمل فعلا حدث لي.
أما «س. أ» التي تعمل مدرسة باحدى المدارس التجريبية فتروي حكايتها مع العنوسة في مصر والدجالين قائلة: كنت مخطوبة من 4 سنين وفشلت الخطوبة بعد أقل من 3 شهور وبعدها لم يحالفني التوفيق في  أي شيء ففكرت ان أذهب لشيخ لأعرف لماذا حدث ذلك لأنه اكيد حدث لي «عمل» وعندما ذهبت لشيخ قال لي بأنني متزوجة وحدث عمل سفلي وهو الذي يسيطر على ويفشل اي زواج يحدث لي وانا اعالج منه حتى اليوم وأنا مصدقة كل ذلك والسبب الذي قاله لي الشيخ هو نومي بالماكياج لوحدى في غرفتي لذلك تزوجني وانا سأتعالج منه حتى أشفى من ذلك تماماً.
اما «ش.أ» 52 سنة ـ معهد تعاون ـ فقالت خوفي من ظاهرة العنوسة في مصر والمظاهر الغريبة التي بدأت ألاحظها على نفسي جعلتني الجأ لأحد المشايخ حيث شاهدت حشرات في ملابسي الداخلية وذلك عندما أذهب الى الفراش والذي يكون نظيفاً للغاية فأجده بعد اقل من 10 دقائق مليئاً بالنمل وبالفعل اخبرني الشيخ انه عمل وقال لي انه لابد من العلاج وبدأت في العلاج وانا الآن اتحسن قليلاً.
«أ. أ» 30 سنة كلية سياحة وفنادق مديرة تسويق.
قالت انها كانت مخطوبة 3 مرات وفشلت وفي كل مرة لم تعرف السبب الحقيقي وراء فشل الخطوبة وبعد هذا بدأت أعاني من وجود نزيف حاد ولم ذهبت للدكتور أعطاني عدة عقاقير طبية ولم  تجلب أي نتيجة ووجدت الحل عند الشيخ الذي اكد لي انه عمل من النوع الشر ولابد من التخلص منه خوفاً على  صحتي وما يحدث لي حيث بدأ جسمي يقل وزنه وبدأت أجد صعوبة في التحرك واستمررت في العلاج مع الشيخ حتى قل ذلك الحمد لله.

وأكدت د. عزيزة السيد «رئيس وحدة الاستشارات النفسية والاجتماعية» ان ارتباط العنوسة في مصر وتأخر سن الزواج بالسحر والأسياد أصبحت الآن اتجاهاً قومياً واصبحت كما وان اللجوء لهذا التفكير غير العلمي من جهة بنات مصر يأتي في ظل الوصول لحالة من اليأس التام بعد ان فشلت الفتاة في الحصول على عريس بجميع السبل في الوقت الذي تري من حولها يتزوجن وينجبن فيصبح هنا الموقف غامضاً  لديها ولا  تجد اي مبرر او سبب واضح لتفسير الموقف وهذا أيضاً يرتبط بالبيئة ومستوى التعليم والطبقة الاجتماعية التي تنشأ بها الفتاة والتي تلعب دوراً مهماً في تكوني هذا التفكير غير العلمي فيكثر ذلك في  الطبقة الشعبية والعشوائية ويندر في الطبقة المتوسطة لأنها تحرص على تعليم فتياتهن وتحتفي في الطبقات العليا فلا يخطر ببالهم هذا التفكير وتقول أيضاً ان هذه الظاهرة صعب علاجها والقضاء عليها بسبب وجود الأمية  في المجتمع المصري وانتشارها بين الكبار أكثر من الصغار بالرغم من ان العالم قرية صغيرة الا انه مازال الجهل منتشراً بين طبقات المجتمع المصري.
وقالت هذه خرافات لأن من يريد ان يشوف شيئا يشوفه من وجهة نظره لأن هؤلاء الفتيات يكون تفكيرهن غير علمي وتسيطر على رأسهن خرافات وأفكار توحي لهم بوجود هذه الأشياء، بتصديق ما يفكرون فيه وإقناع من حولهن به.
ويضيف الدكتور سمير نعيم: أستاذ علم الاجتماع ـ بجامعة عين شمس: لا نسطيع التعامل مع ظاهرة حلول الدجالين والمشعوذين لمشاكل العنوسة في مصر بشكل فردي لأنها تفرز خللا خطيرا في حياتنا وفي مجتمعاتنا وكل مجالاتها، فالانسان اصبح قنبلة موقوتة بفعل ما يعانية من حرمان، بالإضافة الى فشل النظام التعليمي في غرس القيم، فضلاً عن الاعلام المتسبب الذي ينشر كل أطرافه بين المجتمع وطبقاته المختلفة.
ونستطيع التغلب عليها بالرجوع للمجتمع بتعليم جوهري لنظمنا الاجتماعية وباطلاق نوافير الصحوة من حالة التردي التي نعيشها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق